إن سياسة الاتحاد الدولي للسباحة الجديدة بخصوص من يمكنه المنافسة في الرياضات النسائية ستمنع الرياضيين المتحولين جنسياً مثل ليا توماس وسيسي تيلفر من التنافس ضد النساء البيولوجيات. وإذا لم تتدخل المنظمات الرياضية لحماية الرياضة النسائية قريبا، فإن زوال الرياضة النسائية أمر مؤكد.
Diana Mautner Markhof
2022/8/1
صوت الاتحاد الدولي للسباحة (FINA)، لصالح منع الرياضيين المتحولين جنسيًا من المشاركة في مسابقات السباحة للسيدات وقد تمت الموافقة عليه بأغلبية 71.5٪ في المؤتمر العام الاستثنائي للاتحاد الدولي للسباحة 2022 الذي عقد في بودابست. وفي 20 يونيو 2022 دخل الحظر حيز التنفيذ. وقال رئيس الاتحاد الدولي للسباحة حسين المسلم: ″علينا أن نحمي حقوق الرياضيين في المنافسة، ولكن علينا أيضًا أن نحمي العدالة التنافسية في فعالياتنا، وخاصة فئة السيدات في مسابقات الاتحاد الدولي للسباحة. ″
هناك سبب لعدم تنافس النساء والرجال ضد بعضهم البعض في معظم الألعاب الرياضية، وذلك بخلاف رياضة الفروسية التي تعد واحدة من الاستثناءات القليلة لتلك القاعدة. وهو ان الرجال أقوى وأسرع ولديهم قدرة أكبر على التحمل، ان افضل لاعبة لن تتغلب أبدًا على لاعب محترف متوسط المتوسطي. وقد ثبت هذا مرارا وتكرارا.
من هي ليا توماس؟ وُلِد توماس رجلاً في عام 1999 باسم ويل توماس، ثم انتقل إلى “الأنوثة” في عام 2019 من خلال إجراء جراحة. وبصفتها رياضية متحولة جنسيًا، فازت ببطولة السباحة الحرة للسيدات لمسافة 500 ياردة التي ينظمها الاتحاد الوطني لألعاب القوى الجماعية (NCAA) في مارس 2022 من خلال التنافس ضد نساء بيولوجيات.
وقد رشحت جامعة بنسلفانيا توماس لجائزة أمراه العام NCAA لعام 2022. وفي 26 يوليو، أعلنت الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات عن اختياراتها لجائزة امرأة العام لعام 2022. حيث تم اختيار سيلفي بيندر، وهي امرأة بيولوجية، وهي لاعبة المبارزة في جامعة كولومبيا، لتكون اختيارا لرابطة آيفي، ولم يتم اختيار البطلة الوطنية والسباحة المتحولة جنسيًا في جامعة بنسلفانيا ليا توماس. على الرغم من القرار السياسي الذي اتخذه الاتحاد الدولي للسباحة، لا تزال توماس تأمل في الاشتراك في دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024 في باريس ضمن لاعبين الولايات المتحدة الامريكية.
قضية ليا توماس جعلت الكثير يتساءلون عما يعنيه أن تكوني امرأة؟ هل تناول حبوب الهرمونات وإجراء الجراحة هو كل ما يتطلبه الأمر؟ ومع احتدام الامر من الجبهات المؤيدة والمعارضة، يصر أولئك الذين يدعمون الرياضيين المتحولين جنسيًا على أنه لا يوجد فرق بين النساء البيولوجيات وأولئك الذين تحولوا إلى “أنثى.”
ولكن من الواضح أن السماح للرياضيين المتحولين جنسياً بالتنافس ضد النساء البيولوجيات يمكن أن يكون نهاية الرياضة النسائية. لماذا لا يتم سماع المزيد من الأصوات الداعمة لحقوق المرأة؟ أين هي النداءات “للصحوة” الرياضة وماذا يعني ذلك للرياضيات بشكل عام، سواء كانت محترفة أم لا؟
في المتوسط فان الرجل لديه كتلة عضلية أكبر من المرأة. حيث يتمتع اللاعب الرياضي المتوسط أيضًا بكتلة عضلية أكبر بكثير من اللاعبة المحترفة. ولذلك فان النساء الرياضيات أقل قوة وصلابة من الرجال المدربين. وقد خلصت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة بولونيا عام 2022 (https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7930971/) إلى أن هناك “اختلافات كبيرة في القوة بالنسبة لكتلة الجسم، والكتلة العضلية، وسمك العضلات” بين الرياضيين من الذكور والإناث. وفي المتوسط، يوجد فارق في الأداء يتراوح ما بين 10 إلى 12% بين المحترفين الرياضيين الذكور والمحترفات الرياضيات الاناث.
ليا توماس، ويل سابقًا، مرت بمرحلة البلوغ كرجل. وقبل السباحة لفريق السيدات في جامعة بنسلفانيا، سبحت كرجل لجامعة بنسلفانيا لمدة ثلاثة مواسم ولم تفز بأي بطولة كرجل. وبعد السنة التي تحولت فيها من رجل الى امرأة، عادت للسباحة في فريق السيدات. وفقًا لتوماس فأنها قد تحولت “لتصبح سعيدة، لتكون صادقة مع نفسها”. ولكن اتهمها البعض بتغيير جنسها لتصبح رياضية ناجحة. وأيضا عبرت النساء اللاتي يسبحن ضدها عن مدى الظلم الذي أصبحت عبه المنافسة.
وفي أوائل فبراير 2022، كتب ستة عشر عضوًا من فريق السباحة النسائي المشتركة فيه توماس في بنسلفانيا رسالة مجهولة المصدر إلى مسؤولي Ivy League يطلبون في الرسالة عدم السماح لتوماس بالمنافسة في بطولة المؤتمر. وبحسب صحيفة واشنطن بوست، جاء في الرسالة: “نحن ندعم بالكامل ليا توماس في قرارها بتأكيد هويتها الجنسية والانتقال من رجل إلى امرأة. ليا لديها كل الحق في أن تعيش حياتها بشكل أصيل. ومع ذلك، فإننا ندرك أيضًا أنه عندما يتعلق الأمر بالمنافسة الرياضية، فإن بيولوجيا الجنس هي قضية منفصلة عن الهوية الجنسية لشخص ما. فمن الناحية البيولوجية، تتمتع ليا بميزة غير عادلة على المنافسة في فئة السيدات، كما يتضح من تصنيفها الذي ارتفع من المركز 462 كذكر إلى المركز الأول كأنثى. إذا كانت تسطيع التنافس ضدنا، فيمكنها الآن تحطيم الأرقام القياسية للسباحة للسيدات في بنسلفانيا وآيفي والرابطة الوطنية لرياضة الجامعات؛ وهي إنجازات لم يكن من الممكن أن تقوم بها كرياضي رجل.” ولكن تم رفض الطلب وسُمح لتوماس بالمنافسة والفوز ببطولة NCAA.
النساء البيولوجيات (اللواتي يولدن كنساء) ينمين المبايض في غياب إنتاج هرمون التستوستيرون. ويؤدي تنشيط هرمون الاستروجين إلى تعزيز تطور ما يسمى بالخصائص الجنسية الثانوية خلال فترة البلوغ. فالذكور أطول عمومًا، ولديهم عظام أطول، ووركان أضيق، وأكتاف أوسع، ودهون أقل في الجسم. ويتمتع الرجال أيضا بكتلة عضلية أعلى ويتم توزيع هذه الكتلة العضلية بشكل مختلف في جميع أنحاء الجسم. ويمتلك الرجال قلوبًا ورئتين أكبر حجمًا، كما أن لديهم مستوى أعلى من الهيموجلوبين، وهو البروتين الذي يحمل الأكسجين داخل الدم. وقد مرت توماس بمرحلة البلوغ كرجل ولم يتجاوز عمر “أنوثتها” عامين فقط (أقل من عامين على وجه الدقة). فإذا سُمح لتوماس بالمشاركة “كامرأة” في الألعاب الأولمبية، فستكون هذه نهاية الرياضات التنافسية للسيدات.
وفي عام 2021، لم يُسمح للعداءة المتحولة جنسيًا CeCe Telfer بالمنافسة في سباق 400 متر حواجز للسيدات في التجارب الأولمبية الأمريكية. وذلك لأنها لم تستوف شروط الأهلية للأحداث النسائية التي حددتها ألعاب القوى العالمية (الهيئة الإدارية الدولية لرياضات المضمار والميدان). وعلى غرار توماس، فقد سبق ل تيلفر المشاركة مع فريق الرجال في القسم الثاني لفرانكلين بيرس، وأخذ إجازة للتحول كامرأة وعاد للتنافس مع فريق السيدات. وفازت بلقب NCAA في عام 2019.
لا ينبغي للمناقشة حول ليا توماس أن تكون متمركزة حول توماس، بل يجب أن تركز على جميع النساء البيولوجيات “الآخريات” اللاتي تم وضعهن الآن في موقف صعب. إن السماح للرياضيين المتحولين جنسياً بالتنافس مع النساء البيولوجيات يقضي على الرياضة النسائية. وإذا لم يتم القيام بشيء لتحقيق تكافؤ الفرص، فلن تحظى أي امرأة بيولوجية بأي فرصة.
وذهابا الى ما هو ابعد من الحظر المفروض على CeCe Telfer، فانه وفقا لأحكام الاتحاد الدولي للسباحة، يجب على النساء المتحولات جنسيًا إثبات “أنهن لم يتعرضن لأي جزء من سن البلوغ الذكور بعد مرحلة تانر 2 أو قبل سن 12 عامًا، أيهما أحدث.” ان مراحل تانر تصف التغيرات الجسدية التي يمر بها الأشخاص خلال فترة البلوغ. وتلغي هذه السياسة بشكل فعال أهليتهم للمنافسة في فئة النساء. وتعد عادلة للنساء المولودات كنساء وتضع معايير الأهلية التي تهدف إلى القضاء على “فارق الأداء” التي تظهر بين الذكور والإناث خلال فترة البلوغ.
فوفقا لاحكام الاتحاد الدولي للسباحة فانه “بدون معايير للاهلية في المشاركة قائمة على الجنس البيولوجي أو السمات المرتبطة بالجنس، فمن غير المرجح أن نرى إناث بيولوجيات في النهائيات، أو على منصات التتويج، أو في مراكز البطولة؛ وفي الألعاب الرياضية والأحداث التي تنطوي على الاصطدامات والمقذوفات، ستكون الرياضيات البيولوجية أكثر عرضة للإصابة.” وقد تمت كتابة تلك الاحكام بالتعاون مع خبراء رياضيين وعلميين وقانونيين.
إن مثل هذه السياسات مطلوبة ليس فقط على أعلى المستويات، بل وأيضاً على مستوى المدارس الثانوية والجامعات. وينبغي السماح للنساء بالمنافسة العادلة والحصول على المنح الدراسية والتقدم إلى أعلى المستويات في رياضتهن. والا، فإن انتهاء الرياضة النسائية سيكون وشيكًا، وستكون الرياضيات المتحولات جنسيًا مثل ليا توماس في طليعة هذا الزوال.
الصورة: أتلانتا، جورجيا، الولايات المتحدة، 17 مارس 2022، الألعاب المائية للسيدات