عُقدت “قمة الطبخ النظيف في أفريقيا” بحضور أكثر من 1000 مشارك و100 دولة ومنظمة غير حكومية ومنظمات خاصة وعامة، في 14 مايو 2024 في اليونسكو بباريس. وكان الهدف من المؤتمر هو المساعدة في القضاء على الآثار الصحية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية الضارة الناجمة عن الطهي غير النظيف مع التركيز على القارة الأفريقية.
Alexandra Winterstein
2024/6/17
English version | Chinese version | French version | German version
“إن الوصول إلى الطبخ النظيف هو أكثر من مجرد طهي، فهو يتعلق بالكرامة الإنسانية والإنصاف والعدالة والمساواة للمرأة. إنها أكثر من مجرد إضاءة المواقد. الأمر يتعلق بالحياة نفسها.” كانت هذه هي الكلمات التي صرح بها أكينومي أ. أديسينا، رئيس مجموعة بنك التنمية الأفريقي، خلال كلمته الافتتاحية في “قمة وكالة الطاقة الدولية” حول الطهي النظيف في أفريقيا.
Co-chairs and opening speakers of the Summit (Source: IAE)
دعت وكالة الطاقة الدولية مؤخرًا مجموعة كبيرة من قادة العالم لحضور المؤتمر الذي عقد في 14 مايو 2024 في مقر اليونسكو في باريس. وجمعت القمة أكثر من 1000 مندوب من الحكومات والقطاع الخاص وشركاء التنمية والمنظمات الدولية والمؤسسات الخيرية. لقد كان أكبر تجمع على الإطلاق يركز حصريًا على الطهي النظيف، وقد اجتذب مشاركة 55 دولة، مع بيانات واضحة من 4 رؤساء حكومات و23 وزيرًا.
أعلن المشاركون في قمة الوكالة الدولية للطاقة عن تحقيق إنجاز كبير يصل إلى 2.2 مليار دولار أمريكي من الالتزامات المالية لتطوير إمكانية الوصول إلى الطهي النظيف في أفريقيا. ونقتبس من تقرير وكالة الطاقة الدولية حول أبرز التعهدات التي تم التعهد بها في الاجتماع:
- يلتزم بنك التنمية الأفريقي بمبلغ 2 مليار دولار أمريكي للطهي النظيف على مدى السنوات العشر القادمة، وهو ما تعهد به الرئيس الدكتور أكينوومي أديسينا (الرئيس المشارك للقمة)؛
- مبلغ 50 مليون دولار أمريكي تقريبًا من النرويج تعهد به رئيس الوزراء جوناس جار ستور (الرئيس المشارك للقمة)؛
- التزمت رئيسة تنزانيا سامية سولوهو حسن (الرئيس المشارك للقمة) بمواصلة دعم عملية صنع السياسات للتأكد من أن 80% من التنزانيين سوف يستخدمون أساليب الطهي النظيفة بحلول عام 2030؛
- تعهد نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية ماروس سيفتشوفيتش بتقديم 431 مليون دولار أمريكي لأنشطة الطهي النظيف وأعلن عن إطلاق مبادرة إقليمية للطهي النظيف لغرب أفريقيا.
Sustainable Energy for All CEO Damilola Ogunbiyi © Global LPG Partnership
The Summit Co-Chairs: IEA Executive Secretary Fatih Birol, Tanzanian President Samia Hassan, Norwegian Prime Minister Jonas Støre, African Development Bank President Akinwumi Adesina © Global LPG Partnership
مع ذلك، ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن هناك حاجة إلى 4 مليارات دولار أمريكي من الاستثمارات الرأسمالية سنويًا لتحقيق الوصول إلى الطهي النظيف لغالبية السكان الأفارقة بحلول عام 2030. وتناولت القمة في كافة حلول الطهي النظيف، ولكن كان هنالك تركيز ملحوظ من قبل القادة الأفارقة حول الحاجة إلى زيادة واسعة النطاق في استخدام غاز البترول المسال.
Women cooking © Freepick
Cooking © Freepick
يعتبر غاز البترول المسال، على الرغم من كونه وقودًا أحفوريًا، وقودًا نظيفًا وفقا لمنظمة الصحة العالمية. حيث يولد غاز البترول المسال ثاني أكسيد الكربون أقل بحوالي 81% من الفحم وحوالي 20% أقل من ثاني أكسيد الكربون من زيت التدفئة لكل وحدة طاقة منتجة. ورغم أنه ليس مصدرا مستداما للطاقة، فإنه يمكن أن يلعب دورا في الحد من الانبعاثات وتلوث الهواء، وخاصة في المناطق التي يكون فيها الوصول إلى بدائل اكثر نظافة محدودا حاليا.
وحضر المؤتمر شركات كبرى في صناعة غاز البترول المسال، بما في ذلك TotalEnergies وAfrica50 وShell وEquinor وENI وVitol وPetredec ومجموعة Sahara. وأعلنوا عن استثمارات كبيرة في البنية التحتية للطهي النظيف، بما في ذلك محطات استيراد غاز البترول المسال، وسفن غاز البترول المسال، ومواقد الطهي النظيفة. ولكن يجب أن تستوفي محطات غاز البترول المسال معايير مقدمي التمويل الدوليين والحكومة الوطنية لتحقيق تأثير بيئي مقبول؛ وسيكون الأمر نفسه مطلوبًا لمحطة شحن جديدة تجلب الألواح الشمسية والمولدات الكهربائية ووحدات الغاز الحيوي وغيرها من منتجات “الطاقة النظيفة”.
كما تم الكشف عن جهود إضافية جارية، تتمثل في الإعلان المشترك من قبل جمعية المصافي والموزعين الأفريقية (“ARDA”) والشراكة العالمية لغاز البترول المسال (“GLPGP”) عن تعاونهما لجمع صندوق البنية التحتية لغاز البترول المسال بقيمة مليار دولار أمريكي.
وبالفعل، فلقد تم إحراز تقدم في دول مثل الهند وإندونيسيا والبرازيل على مدى العقود العديدة الماضية، والتي تبنت جميعها غاز البترول المسال على المستوى الوطني كحل أساسي. ومع ذلك، في أفريقيا وعلى وجه الخصوص في جنوب الصحراء الكبرى، لم تواكب حملات الطهي النظيف النمو السكاني. جدير بالذكر انه يموت سنوياً ما يقدر بنحو 600000 شخص في القارة الأفريقية بسبب الآثار البيئية والصحية الناجمة عن الطهي غير النظيف.
وفي القمة، أيدت أكثر من 100 دولة ومنظمة غير حكومية وشركات ومنظمات عامة إعلان الطبخ النظيف، وتعهدت بجعل الطهي النظيف والوصول إليه على المستوى العالمي أولوية.
امرأة تطبخ أمام المدفأة © IEA.org