مع استمرار الجيش الإسرائيلي في قصف الأهداف المدنية بشكل عشوائي، بما في ذلك المستشفيات والكنائس وملاجئ الأمم المتحدة، يتصاعد الغضب العالمي ضد إسرائيل. ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو أول زعيم غربي ينتقد إسرائيل علانية لقتلها الأطفال والنساء وكبار السن ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. ويؤكد أن إسرائيل، وخاصة كدولة ديمقراطية، يجب أن تحترم القانون الدولي بما في ذلك القانون الإنساني الدولي.
Diana Mautner Markhof و Frances Mautner Markhof 13/11/2023
شهدت غزة عشية 12 نوفمبر 2023 تصعيدًا مروعا آخر من قبل الجيش الإسرائيلي. حيث حاصر الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء في غزة بالقناصة. وقام جيش الدفاع الإسرائيلي بإخلاء مئات المرضى، ومن بينهم العديد من الأطفال، إلى شوارع غزة. وبحسب الجزيرة فإن 650 مريضا بينهم 36 طفلا يواجهون الآن ″الموت المحتوم ″. وتتعرض جميع المستشفيات في شمال غزة حاليًا لهجوم عنيف من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي. ولكن لا توجد أرقام يمكن التحقق منها حول عدد المرضى المدنيين الأبرياء الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال الـ 24 ساعة الماضية وحدها.
وأكدت الأمم المتحدة أن الفلسطينيين في غزة لم يعد بإمكانهم الوصول إلى أي خدمات طبية. ومنذ أن بدأت إسرائيل حربها الانتقامية ضد حماس من خلال استهداف جميع السكان المدنيين في غزة، بلغ عدد القتلى المدنيين ما لا يقل عن 11,100 شخص، بينهم 8000 طفل وامرأة. وجاء في بيان رسمي لوزارة الصحة في غزة: ″بسبب استهداف المستشفيات ومنع دخول أي من الجثث أو الجرحى [نحن] غير قادرين [حتى 11 نوفمبر] على إصدار إحصائيات دقيقة لأعداد القتلى والجرحى خلال الساعات الماضية″.
وبينما ينظر العالم برعب وعجز إلى وحشية الحملة العسكرية الإسرائيلية الموجهة ضد المدنيين العزل، أصبحت أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو واضحة، وهي تطهير قطاع شمال غزة من أي فلسطيني ثم السيطرة على غزة. إن المدنيين الأبرياء، والجرحى، والمسنين، والعجزة، والأطفال ليسوا إرهابيين من حماس، بل هم بشر فلسطينيون.
ويصف المؤرخون الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه استمرار لنكبة عام 1948، والتي تُعرف بأنها ″التهجير العنيف للفلسطينيين وسلب ممتلكاتهم، وتدمير مجتمعهم وثقافتهم وهويتهم وحقوقهم السياسية وتطلعاتهم الوطنية. ″ وتشمل النكبة بالإضافة الى ذلك، الاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، واضطهاد وتهجير الفلسطينيين في المنطقة، مما يشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي منذ أكثر من 75 عامًا.
لقد أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مقابلة حصرية مع بي بي سي في 10 نوفمبر مع الصحفية كاتيا أدلر لمدة 30 دقيقة، حيث وجه خلالها الرئيس الفرنسي ماكرون كلمات قوية لإسرائيل. ودعا إسرائيل إلى ″التوقف عن قتل نساء غزة وأطفالها وشيوخها. ″ واضاف ماكرون أن إسرائيل لا يمكنها تبرير العنف والحرب ضد الإرهاب ″بقتل الأبرياء. ″
″مباشرة عقب 7 أكتوبر، شارك العالم كله الألم مع إسرائيل ودعم إسرائيل. نحن نشاطركم الألم والرغبة في التخلص من الإرهاب. ″ وأكد ماكرون أن فرنسا تعرف معنى مواجهة الإرهاب ومكافحته. ومع ذلك، ″لا يوجد أي مبرر لمهاجمة المدنيين. ″ وأكد على أنه ″لا يمكن تبرير مكافحة الإرهاب بقتل الأبرياء. ″
ان فرنسا ″تعترف بحق الإسرائيليين في حماية أنفسهم. ″ لكن اليوم ″يتعرض المدنيون للقصف والقتل، ويتم قصف الأطفال وقتلهم. …. نحن نحث إسرائيل على التوقف. ″ وقام الرئيس الفرنسي بتذكير إسرائيل بشكل عاجل بالتزامها بالالتزام بالقانون الدولي وشدد على أن هناك حل واحد فقط – وهو وقف إطلاق النار.
وتتصاعد الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار ويتظاهر الملايين حول العالم. ومع ذلك فإن عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد السكان الفلسطينيين مستمرة. كم عدد المدنيين الأبرياء الذين يجب أن يموتوا قبل وقف إطلاق النار؟
إن تدخل ماكرون مهم ولا يسعنا إلا أن نأمل أن يتوقف زعماء العالم الآخرون، بما في ذلك جو بايدن، عن تجاهل الامر. وكما قال ماكرون: ″نظرًا لأن إسرائيل دولة ديمقراطية، فيجب عليها الالتزام بقواعد الحرب والقانون الإنساني الدولي. ″ ويشير ماكرون بوضوح إلى أن إسرائيل لا تمتثل حاليًا لقواعد الحرب والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به لحماية المدنيين. إن تدمير البنية التحتية المدنية والمنازل، واستخدام الفسفور الأبيض في المناطق المكتظة بالسكان، والقصف الشامل، وحصار السكان المدنيين بالكامل، هي أمور محظورة بموجب القانون الدولي، وفقًا لما ذكره الرئيس الفرنسي ماكرون. ومن دون توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل، كان تصريح ماكرون قويا وواضحا للغاية.
وما دامت إسرائيل لم توقف أعمال القتل، فإن دوامة العنف والانتقام سوف تتصاعد إلى عواقب كارثية وغير متوقعة على سائر الشرق الأوسط.
وكما أوضح الشاعر ويليام بليك ″انه لا يمكنك معرفة ما هو كافي حتى تعرف ما هو أكثر من اللازم. ″
ويرى العالم الآن أن ما يحدث في غزة قد تجاوز ″الأكثر من اللازم″ بشكل كبير.
الصورة: 24 أكتوبر 2023، غزة، فلسطين. نقل الأطفال المصابين جراء القصف الإسرائيلي المستمر إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح. ويتسبب القصف الإسرائيلي المستمر في تزايد مستمر في أعداد الضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة. © إيماجو / زوما واير