يتظاهر الملايين في جميع أنحاء العالم دعماً للقضية الفلسطينية وضد القصف الإسرائيلي العشوائي للمدنيين في غزة. ان الدعم لإسرائيل يتضاءل، والأصوات المطالبة بوقف إطلاق النار أصبحت أعلى. وفي الولايات المتحدة، خرج اليهود إلى الشوارع للمطالبة بوقف إطلاق النار. والتساؤل، كم عدد المدنيين الأبرياء الذين يجب أن يموتوا قبل أن يتدخل المجتمع الدولي؟
Diana Mautner Markhof 23/10/2023
في 24 مايو 2021، وقع 500 من موظفي الرئيس الامريكي بايدن على رسالة تدعو الرئيس بايدن إلى بذل المزيد من الجهد لحماية حياة الفلسطينيين في أعقاب مداهمة الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى في القدس في 10 مايو 2021 (https://matan-aradneeman.medium.com/dear-president-biden-b19600918a67) حيث جاء في مذكرة عام 2021: ″ما زلنا مرعوبين من صور المدنيين الفلسطينيين في غزة الذين قُتلوا أو شردوا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية. إننا نشعر بالغضب إزاء الجهود التي تبذلها إسرائيل لطرد الفلسطينيين بالقوة وبشكل غير قانوني في الشيخ جراح. لقد صدمنا من تدمير إسرائيل لمبنى يضم مؤسسات إخبارية دولية. ما زلنا نشعر بالرعب من التقارير التي تفيد بأن صواريخ حماس تقتل مدنيين إسرائيليين … وبينما اضطر الإسرائيليون إلى قضاء ليالي وهم مختبئين في الملاجئ، لم يكن لدى الفلسطينيين في قطاع غزة مكان يختبئون فيه. ″ وبعد الغارة التي شنتها الشرطة الإسرائيلية، في أعقاب حرب استمرت 11 يومًا ومقتل أكثر من 200 فلسطيني ومقتل أكثر من 10 إسرائيليين، لم يتم تعلم الدرس.
وبالوصول الى أكتوبر 2023، وعقب الهجوم الإرهابي المروع الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، قامت إسرائيل بقصف المدنيين في غزة بلا هوادة. ويزداد عدد القتلى في الجانب الفلسطيني كل ساعة. إن القصف الغير مشروع للمستشفى الأهلي المعمداني في غزة يوم 17 أكتوبر، والذي أدى إلى مقتل ما يقدر ب 500 فلسطيني بريء، بما في ذلك العديد من الأطفال والنساء وكبار السن، لم يمنع إسرائيل من مواصلة هجماتها المتواصلة على السكان المدنيين في غزة.
مسؤولو الاتحاد الأوروبي ينتقدون فون دير لين
في 20 أكتوبر، قام أكثر من 800 مسؤول في الاتحاد الأوروبي بكتابة خطاب إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ينتقدون فيها دعمها ″غير المنضبط″ لإسرائيل. وأعلنوا أن هذا لا يعكس قيم الاتحاد الأوروبي في ضوء ″اللامبالاة الواضحة التي أظهرتها المفوضية خلال الأيام القليلة الماضية تجاه المذبحة المستمرة ضد المدنيين في قطاع غزة، والتجاهل الواضح لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي″. وقد اشارالخطاب إلى أن ″المعايير المزدوجة″ التي تتبعها المفوضية و″تصرفاتها أو مواقفها المؤسفة الأخيرة تبدو وكأنها تطلق يدها وتسمح بزيادة جرائم الحرب في قطاع غزة وجعلها شرعية. ″
ولا يستطيع الذين وقعوا على الخطاب أن يفهموا كيف يمكن لفون دير لاين، المدافعة القوية عن أوكرانيا، أن تتجاهل تماما محنة المدنيين في غزة تحت الحصار والقصف من قبل إسرائيل. ″ إذا لم تتوقف إسرائيل على الفور، فسيتم محو قطاع غزة بأكمله وسكانه من الكوكب. … نحثكم [فون دير لين] على الدعوة، جنبًا إلى جنب مع قادة الاتحاد بأكمله، إلى وقف إطلاق النار وحماية حياة المدنيين. ان هذا هو جوهر وجود الاتحاد الأوروبي″، وحذروا من أن الفشل في القيام بذلك سيؤدي إلى فقدان الاتحاد الأوروبي كل مصداقيته. وأضافوا: ″كنا سنشعر بالفخر لو أن الاتحاد الأوروبي… دعا إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية والعنف العشوائي ضد المدنيين. ″
على الرغم من الانقسام المتزايد بين مسؤولي الاتحاد الأوروبي، فانه فمن غير المرجح أن تتغير سياسة الاتحاد الأوروبي، وذلك فقًا لمصدر مجهول في الاتحاد الأوروبي نقلاً عن قناة الجزيرة في 20 أكتوبر. حيث صرح هذا المصدر أن فريق فون دير لاين أخطأ في قراءة الموقف تمامًا، معتقدًا أنها ستكون ″لحظة أوكرانيا″ أخرى للحصول على أرضية أخلاقية عالية، ويواصل القول ″… أعتقد أنهم كانوا يجهلون تمامًا حجم القمع الذي شهده الفلسطينيون، والفهم المنتشر للصراع على أنه رد فعل عنيف على الاحتلال″.
#Cessezlefeu #Gaza https://t.co/yEWEOBKHNE
— Eric Coquerel (@ericcoquerel) October 18, 2023
موظفو الكابيتول هيل ينتقدون الكونجرس وبايدن
في نفس اليوم، وقع أكثر من 400 من موظف Capitol Hill ، مسلمين ويهود، خطابًا يدعو فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن والكونجرس الأمريكي للمطالبة بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وجاء في الخطاب ما يلي: ″اليوم، نكتب لنناشد رؤسائنا، أعضاء الكونجرس الأمريكي، الانضمام إلى الدعوات من أجل وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس. إن ملايين الأرواح على المحك، بما في ذلك 2.3 مليون مدني – نصفهم من الأطفال – في غزة، ومدنيون في إسرائيل، ويهود ومسلمون في جميع أنحاء العالم. ″
كما دعا العاملون إلى الافراج الآمن عن جميع الرهائن الإسرائيليين وفتح ممر آمن للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. حيث إن الحصار الإسرائيلي الشامل وتهجير جميع السكان المدنيين من شمال غزة يشكل انتهاكاً لقوانين الحرب واتفاقيات جنيف التي تحمي المدنيين في وقت الحرب، ويرقى إلى مستوى التطهير العرقي. وأضافوا إن الهجمات الإسرائيلية على السكان المدنيين في غزة هي مثال فاضح للعقاب الجماعي، الذي يعتبر غير قانوني بموجب القانون الإنساني الدولي.
ويستمر الخطاب: ″ لقد أعربنا عن تقديرنا لرؤية معظم اعضاء الكونجرس تقريبًا يعبروا عن تضامنهم السريع والحاسم مع الشعب الإسرائيلي، لكننا نشعر بقلق عميق حيث لم يتم التعبير عن هذا التضامن الإنساني للشعب الفلسطيني. … ولم يطالب سوى عدد محدود بوقف إطلاق النار أو على الأقل وقف الأعمال العدائية. نحن نؤمن بأن المدنيين الفلسطينيين يستحقون أن يتم تذكرهم، والحداد عليهم، والدفاع عنهم بنفس الصرامة التي يستحقها اليهود الإسرائيليون من الكونجرس الأمريكي. ″
ووفقًا لـ Politico، اختار الموقّعون الـ 400 على الخطاب أن يبقوا مجهولون. هذا الامر ليس مفاجئًا عقب رد الفعل العكسي ضد 34 منظمة طلابية في جامعة هارفارد الذين وقعوا خطابًا لدعم الفلسطينيين في غزة.
المنظمات الطلابية بجامعة هارفارد تدعم المدنيين في غزة
في الخطاب الذي تم نشره في 8 أكتوبر بعنوان ″ بيان مشترك لمجموعات التضامن مع فلسطين بجامعة هارفارد بشأن الوضع في فلسطين″، ذكر الموقعون أنهم ″يحملون النظام الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن كل أعمال العنف″ عقب عقود من الاحتلال، مضيفين أن ″نظام الفصل العنصري هو المسؤول الوحيد، حيث شكل العنف الإسرائيلي كل جانب من جوانب الوجود الفلسطيني لمدة 75 عاماً، بدأ من الاستيلاء الممنهج على الأراضي والغارات الجوية الروتينية، والاعتقالات التعسفية ونقاط التفتيش العسكرية، والفصل الأسري القسري انتهاء بعمليات القتل المستهدف، لقد أُجبر الفلسطينيون طوال هذا الوقت على العيش في حالة موت، بطيئًا ومفاجئًا″.
تمت إزالة خطاب طلاب هارفارد منذ ذلك الحين بعد أن قامت إدارة هارفارد القوية ومجموعات الضغط المختلفة بمهاجمة وفضح الأفراد الذين وقعوا شخصيًا على ذلك الخطاب. ولقد كتب رئيس جامعة هارفارد هيليل خطاب يدين الخطاب الأصلي وقام 3000 فرد منتسبين إلى جامعة هارفارد بالتوقيع عليه.
وبحسب وكالة رويترز، فإن بعض المنظمات التي وقعت على الرسالة شملت ″ مجموعات دعم إسلامية وفلسطينية بالإضافة إلى آخرين من خلفيات متنوعة بما في ذلك يهود هارفارد من أجل التحرير ومنظمة المقاومة الأمريكية الأفريقية″. كما تضمنت بعض الجمعيات الأخرى مثل منتدى هارفارد باكستان، وجمعية الطلاب النيباليين لطلاب جامعة هارفارد، وتجمع هارفارد كينيدي لبنغلاديش، وقيادة تجمع جنوب آسيا لمدرسة هارفارد كينيدي، وطلاب مدرسة اللاهوت بجامعة هارفارد من أجل العدالة في فلسطين، وجمعية النساء العربيات الجامعيات بجامعة هارفارد.
وجاء في خطاب المنظمات الطلابية بجامعة هارفارد: ″إن أحداث اليوم لم تحدث من فراغ وذلك لأنه وعلى مدى العقدين الماضيين، أُجبر ملايين الفلسطينيين في غزة على العيش في سجن مفتوح حيث وعد المسؤولون الإسرائيليون ″بفتح أبواب الجحيم″، وقد بدأت المجازر في غزة بالفعل، الفلسطينيون في غزة ليس لديهم ملاجئ يلجؤون إليها ولا مكان يهربون إليه. وفي الأيام المقبلة، سيضطر الفلسطينيون إلى تحمل المزيد من العنف الإسرائيلي. ″
ولقد أدان السيناتور الجمهوري تيد كروز والنواب ريتشي توريس (الديمقراطي) وإليز ستيفانيك (الجمهوري) الرسالة بحجة أن الرسالة تتغاضى ضمنًا أو صراحةً عن الإرهاب. ووفقاً لفيبي بار، أحد كبار طلاب جامعة هارفارد والتي تشارك في الجماعات الناشطة في جامعة هارفارد، فإن الرسالة لم تتغاض عن العنف ــ بل كانت ″ بياناً حول اصل الصراع في المنطقة والطريقة الاستفزازية التي تتعامل بها الحكومات والتي من الممكن ان تؤدي الى هجمات عنيفة. ″
ولقد رفض هذا الاتهام ممثل لجنة التضامن الفلسطينية (PSC) بجامعة هارفارد، وذلك حيث اصدر بيان يوضح فيه بان ذلك الخطاب لا يمكن أن يفسر على أنه داعم لقتل المدنيين.″ ولكنه وضح ان ″هذا الخطاب يهدف إلى وضع نظام الفصل العنصري والنظام الاستعماري في سياقه بينما يعرب صراحة عن أسفه للخسائر المدنية المدمرة والمتزايدة″.
وبحلول صباح يوم 10 أكتوبر، تصدر هذا الخطاب عناوين الأخبار، وقد طالب الملياردير بيل أكمان مدير صندوق التحوط في تغريدة له بأن تنشر جامعة هارفارد جميع أسماء الموقعين حتى لا يقوم هو ورواد الأعمال الآخرون بتوظيف أي من الطلاب الذين وقعوا على الرسالة أو ممن كان له عضوية في المنظمات الموقعة.
ويجري الآن البحث عن الموقعين الأصليين لفضحهم علناً، ووفقا لجريدة Nation، فأن أربعة مواقع على الأقل تعرض الآن المعلومات الشخصية لهؤلاء الموقعين. ويحاول الآن المئات من الغرباء الاتصال بهؤلاء الأفراد لمضايقتهم وترهيبهم. ويتم استهداف حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ونشر رسائل تخويف، بما في ذلك التهديدات بالقتل.
ولقد ركنت شاحنة ذات ثلاث شاشات كبيرة في حرم جامعة هارفارد وعرضت صوراً للموقعين للتشهير بهم علناً. ان الصين تستخدم أساليب مماثلة للتشهير العلني وذلك على شاشات كبيرة لفرض نظام الرصيد الاجتماعي الذي يهدف إلى فرض نظام التصنيف الأخلاقي، حيث يستخدم الحزب الشيوعي الصيني SCS للسيطرة على سكانه. ولم يقم رئيس جامعة هارفارد الجديد ″جاي ″ بإزالة تلك الشاحنة.
وانصياعاً للضغوط والمضايقات العامة، قام خمسة من الموقعين الأصليين على الخطاب بإزالة أسمائهم بأثر رجعي من خطاب هارفارد، وهم منظمة العفو الدولية في جامعة هارفارد، كلية هارفارد لتحقيق الحلم، وجمعية الطلاب النيباليين في جامعة هارفارد، وجمعية هارفارد الإسلامية، وهارفارد غونغرو.
وفي 19 أكتوبر، سحبت شركة المحاماة الأمريكية الرائدة، ديفيس بولك، عروض العمل المقدمة لثلاثة طلاب قانون في جامعتي هارفارد وكولومبيا بعد أن أدلى هؤلاء الطلاب بتعليقات مؤيدة للفلسطينيين.
احتجاجات اليهود من أجل السلام داخل مبنى الكابيتول الأمريكي
في 18 أكتوبر، تم القاء القبض على حوالي 300 يهودي أمريكي بعد قيامهم بمظاهرة للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. واحتشدت منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام (JVP)، وIfNotNow، واليهود من أجل العدالة العنصرية والاقتصادية (JFREJ)، ومجموعات أخرى في أراضي الكابيتول وداخل المبنى. وشارك الآلاف في الاحتجاج حيث دخل أربعمائة من المتظاهرين، من بينهم 25 حاخامًا يهوديًا، مبنى الكابيتول الأمريكي وشاركوا في اعتصام سلمي. الصوت اليهودي من أجل السلام هو أكبر منظمة يهودية تقدمية مناهضة للصهيونية في العالم.
وأعلنت منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام (JVP) شعاراتها وهي ″ليس باسمنا″ و″وقف إطلاق النار الآن″. وذكروا ″نحن هنا لنقول: ليس بأسمائنا، ولن يتكرر ذلك أبدًا. … وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى لوقف الإبادة الجماعية المستمرة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي لأكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في غزة، وغير قادرين على المغادرة… وفي الأسبوع الماضي، قُتل أكثر من 3000 فلسطيني [وهو ما تجاوز الآن 4500]، بما في ذلك 1000 طفل، قتلوا بالقنابل الإسرائيلية والأمريكية. ونزح أكثر من مليون شخص. لدينا القدرة على وقف هذا العنف. ″
وذكر المتحدث باسم منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام (JVP) ″ما نعرفه من الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل في الماضي ضد الفلسطينيين هو أن القنابل تتوقف فقط عندما تكون هناك احتجاجات جماعية كافية من المجتمع الدولي″، وذكر ايضا ″علينا أن نصنع هذه الصرخة – بأسرع ما يمكن. ″
وتابع: ″الكثير منا في حداد على أصدقائنا وأحبائنا الإسرائيليين والفلسطينيين″. “إننا نشعر بالألم والحزن، ونحاول معالجة أسبوع من العنف المروع الذي خلف الكثير من الجرحى أو المصابين بصدمات نفسية أو مختطفين أو قتلوا. … ولكننا نرفض السماح لحزننا بأن يستخدم كسلاح لتبرير قتل المزيد من الفلسطينيين. ″
″كيهود أمريكيين، نطالب بوقف إطلاق النار الآن. لا إبادة جماعية باسمنا″.
يتظاهر الملايين في جميع أنحاء العالم دعماً للقضية الفلسطينية وضد القصف الإسرائيلي العشوائي للمدنيين في غزة. وفي لندن، في 21 أكتوبر، شارك أكثر من 100 ألف شخص في احتجاج سلمي لدعم الفلسطينيين، وذلك بعد يومين من لقاء رئيس وزراء المملكة المتحدة مع نتنياهو لتعزيز دعم المملكة المتحدة لإسرائيل.
ليس باسمنا.