Skip to main content

أجرى سعادة  السفير صلاح عبد الشافي، سفير فلسطين لدى النمسا وسلوفينيا وكرواتيا، مقابلة حصرية مع iGlobenews مدتها ساعة كاملة. وقد ناقش في هذا اللقاء الوضع في غزة ومستقبل فلسطين والحرب المستمرة وتحدث عن إمكانية تحقيق السلام والخطر الحقيقي للتصعيد. وقد شدد ايضا على الوضع الإنساني المتردي الذي يواجهه الفلسطينيون في غزة. وأثار أسئلة هامة مثل: هل سيلتزم الغرب بالقانون الدولي، أم أن حلفاء إسرائيل الغربيين سيستمرون في حمايتها من الملاحقة القضائية من قبل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية؟ ان القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ليسا قائمة يمكن الاختيار من بينها – فهما ام منطبقان على الكل أو غير منطبقين على أحد. إن حل الدولتين الذي تدعمه الأمم المتحدة وجميع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي هو وحده القادر على ضمان السلام الدائم في الشرق الأوسط.

أجرى سعادة السفير صلاح عبد الشافي، سفير فلسطين لدى النمسا وسلوفينيا وكرواتيا، مقابلة حصرية مع iGlobenews وشدد على أن جميع الصراعات في الشرق الأوسط يمكن حلها عن طريق حل القضية الإسرائيلية الفلسطينية. والحل واضح: حل الدولتين الذي يدعمه المجتمع الدولي برمته. ″إن الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 يجب أن تصبح أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية، يجب أن تكون القدس عاصمة للدولتين″، حيث تعتبر المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وحاليا تقود أيرلندا وإسبانيا والنرويج الطريق للدول الغربية. “إذا كنت تؤيد حل الدولتين، فعليك الاعتراف بالدولتين، وليس دولة واحدة فقط”. من المقرر أن تعترف النرويج وأيرلندا وإسبانيا رسميًا بدولة فلسطين اعتبارًا من 28 مايو 2024.

سعادة السفير عبد الشافي هو أيضًا المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومقرها في فيينا. ويدعو المجتمع الدولي إلى محاسبة نتنياهو. وأضاف انه ″حتى لو أوقف بنيامين نتنياهو الحرب اليوم، فيجب محاسبته، هذه القضية لا تتعلق فقط بوقف الحرب بل بمحاسبة المسئولين″

″إن العالم لديه العديد من الأدوات تحت تصرفه للضغط على إسرائيل لوقف حرب الإبادة الجماعية ″ والتي تحدث في الوقت الحالي، وقد قامت شبكة سي إن إن وغيرها من وسائل الإعلام الرئيسية بتغطية معسكرات الاعتقال السرية الإسرائيلية حيث يُحتجز آلاف المعتقلين الفلسطينيين دون حقوق ويتعرضون للتعذيب والتشويه. وقد تم اكتشاف مقابر جماعية بالقرب من المستشفيات ونقاط التفتيش وفيها مئات الجثث، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، وبعضهم كانت أيديهم مقيدة خلف ظهورهم. ″الناس يحفرون بأيديهم للعثور على ناجين″. ولا ترغب إسرائيل في نشر هذه المعلومات، وتمنع وصول الصحفيين الدوليين إلى غزة، حيث قتلت إسرائيل أكثر من 140 صحافياً فلسطينياً.

″ان الحدث المؤلم الذي وقع يوم 7 أكتوبر لا يبرر ما يحدث اليوم في غزة″ -حيث يدين السفير جميع عمليات قتل المدنيين الأبرياء سواء الإسرائيليين أو الفلسطينيين. لقد قُتل في غزة ما لا يقل عن 35903 شخص وأصيب 80420 آخرين منذ 7 أكتوبر. ويبلغ عدد القتلى في إسرائيل جراء هجوم حماس 1139 شخصًا، ولا يزال العشرات محتجزين. ومع ذلك، فإن العدد الفعلي للقتلى الفلسطينيين أعلى بكثير، لأن العديد من الفلسطينيين ″اختفوا″ ببساطة. وقد تم دفن العديد من المدنيين الأبرياء تحت الأنقاض وتم تجريف منازلهم بالجرافات.

إن ما ينكشف في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية هو ″اختبار لبيان عما إذا كان هناك نظام دولي قائم على احترام القانون ام ان النظام قائم على القوة″. إن العالم يشهد «انهيار للنظام الدولي القائم على احترام القانون، حيث ان القانون الدولي ليس قائمة يمكنك الاختيار من بينها؛ فهو إما قابل للتطبيق على الكل أو لا ينطبق على الإطلاق. ″

وفي 20 مايو 2024، تقدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بطلب لإصدار أوامر اعتقال ضد ثلاثة من قادة حماس وضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وذلك لان دولة فلسطين عضو في المحكمة الجنائية الدولية. وقد شدد سعادة السفير على أن فلسطين ستحترم أي قرار ستصدره المحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك ما يتعلق بحماس.

وبينما يرحب الفلسطينيون بإعلان المحكمة الجنائية الدولية، سارع المستشار النمساوي كارل نيهامر ومتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية لم يرد سعادة السفير ذكر اسمه إلى الوقوف بجانب إسرائيل. وأشار السفير إلى أنه ″يجب تذكير هؤلاء السياسيين بأن هتلر تم انتخابه بشكل ديمقراطي″. ومنذ المقابلة، أكد ستيفن هيبستريت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية أولاف شولتز، أن ألمانيا ستلتزم ″بكل تأكيد″ بأمر اعتقال المحكمة الجنائية الدولية للمسؤولين الإسرائيليين، إذا تمت الموافقة عليه.

الموظفون العموميون المنتخبون ليسوا محصنين من المساءلة. ولا ينبغي السماح لأي دولة بأن تتصرف دون مساءلة، وينبغي تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني على الجميع. كما أكد سعادة السفير، ″اليوم، لا يمكن لأحد أن يدعي أنه لم يكن يعلم، كما ادعى [شهود] المحرقة الصامتون.″

بالنسبة لسعادة السفير الفلسطيني، فقد فشل المدعي العام خان في ذكر ما يلي: 1) حق الأشخاص الذين يعيشون تحت الاحتلال في مقاومة الاحتلال؛ 2) أسباب إصدار مذكرات اعتقال إضافية ضد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وقادة وحدات الجيش الإسرائيلي المختلفة لارتكابهم جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب. و3) إدانة أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون وقتل الفلسطينيين الأبرياء في الضفة الغربية – وهي أيضًا جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي. ومع ذلك، أكد سعادة السفير ″احترام حكم المحكمة [ICC] على الرغم من كل هذه التحفظات″.

وبينما يلوح احتمال التصعيد في الأفق، حيث هددت مصر بتعليق اتفاقيات كامب ديفيد، ″أصبح من الواضح أكثر فأكثر أن قادة إسرائيل، وخاصة بنيامين نتنياهو، غير مهتمين بوقف التصعيد”. إن إنهاء الحرب على غزة سيكون بمثابة نهاية لمسيرة نتنياهو السياسية وبداية محاكمته الجنائية داخل إسرائيل. ولذلك، يريد نتنياهو ″التصعيد ليس فقط مع مصر، بل أيضاً مع لبنان وإيران″. ويختتم سعادة السفير عبد الشافي: ″من المهم لأمن المنطقة بأكملها أن يتم إيقاف تصرفات نتنياهو وعدم تشجيعها. ولسوء الحظ، نرى بعض الدول لا تزال شديدة الولاء للموقف الإسرائيلي″.

More Articles on Gaza:

في 25 مارس 2024، أصدرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، تقريرًا بعنوان “تشريح الإبادة الجماعية″

(https://www.ohchr.org/sites/default/files/documents/hrbodies/hrcouncil/sessions-regular/session55/advance-versions/a-hrc-55-73-auv.pdf).

واختتمت تقريرها بأنه يمكن القول بانه قد تم استيفاء الحد الأدنى الذي يشير إلى ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية. إن تصرفات إسرائيل في غزة هي ″مرحلة تصعيدية لعملية محو استعمارية استيطانية طويلة الأمد″.

ويتفق سعادة السفير عبد الشافي تماما مع قائمة توصيات ألبانيز، والتي تشمل حظر الأسلحة على إسرائيل، ودعم قضية محكمة العدل الدولية في جنوب أفريقيا، وإجراء تحقيق مستقل شامل بما في ذلك مشاركة المحكمة الجنائية الدولية، وان تقوم إسرائيل والدول الداعمة لإسرائيل بدفع تعويضات، وانشاء لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة ضد الفصل العنصري، ووجود قوات للأمم المتحدة وأفرادها على الأرض لحماية الفلسطينيين.

ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، فإن جميع سكان غزة معرضون لخطر المجاعة، وذلك لوجود خطر جسيم يؤثر على حياة ما يقرب من مليون شخص، وهذا وضع خطير للغاية. قبل الحرب، كانت تدخل إلى غزة 500 شاحنة يوميا محملة بالإمدادات الأساسية، والآن، هناك أيام لم تدخل فيها أي شاحنات إلى غزة. ولم تغير الضغوط الدولية على اختلاف حجمها، بما في ذلك من إدارة بايدن، هذا الأمر. كما أن الحكم الأخير الذي أصدرته محكمة العدل الدولية لم يغير موقف إسرائيل. واليوم، تسمح إسرائيل، في أحسن الأحوال،  بدخول حوالي 40 إلى 50 شاحنة يوميًا، ان ذلك مثل ″قطرة في المحيط″.

لقد دأبت إسرائيل على مهاجمة المنظمات الدولية، وليس فقط البنية التحتية الفلسطينية. ″لقد هاجموا مدارسنا التي لجأ إليها الناس… لقد هاجموا عمال الإغاثة″. وعلاوة على ذلك، ″لم تتمكن إسرائيل من إثبات أي الادعاءات التي ادعتها بأن 12 من العاملين في الأونروا شاركوا في هجمات 7 أكتوبر″. حيث لم يعثر التحقيق المستقل الذي أجرته لجنة برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا وبدعم من ثلاثة معاهد أبحاث في بلدان الشمال الأوروبي على أي دليل لتعاون الأونروا مع حماس.

وعندما سئل سعادة السفير عبد الشافي كيف يمكن أن تنتهي هذه الحرب، عجز عن الحديث. ثم قال ″شخصياً، كنت آمل أن تأمر المحكمة [محكمة العدل الدولية] بوقف كامل للحرب″. ومع ذلك، فعندما ينظر إلى مئات الآلاف من الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع في الولايات المتحدة وأوروبا، فإنه يظل متفائلا. ″غزة أصبحت رمزا للظلم في العالم″ وبينما يشعر زعماء العالم الغربيون بالقلق إزاء سياسات القوة، فإن هذا الجيل الشاب يشعر بالقلق بشأن مستقبله ويرى الظلم في كل مكان، وخاصة في غزة.

وطالما ″تتجاهل إسرائيل حكم محكمة العدل الدولية″، فإن دولة إسرائيل ستظل ″دولة منبوذة، تنتهك العديد من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن″. وطالما ظلت الولايات المتحدة تمنع حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، فإن ″الولايات المتحدة سوف تصبح معزولة على نحو متزايد على الساحة العالمية″.

وفيما يتعلق بمفاوضات السلام، فإن سعادة السفير ليس ″متفائلا بقدر كبير″. حيث رفضت إسرائيل اتفاق السلام الذي طرحته الولايات المتحدة وقبلته حماس. إذا كانت الولايات المتحدة تريد السلام، فيمكنها أن تمارس ″نفوذاً اكبر″ حيث انه ″إذا تركنا الأمور لإسرائيل فقط، فلن يحدث شيء″.

وأشار سعادة السفير إلى اتفاقية الشراكة التي أبرمتها إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي والتي تتضمن احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان. ويدعو سعادة السفير الاتحاد الأوروبي، الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل، إلى تعليق هذا الاتفاق. وأضاف: ″لقد دمرت إسرائيل المستشفيات، ولا يوجد ماء ولا كهرباء ولا طرق ولا شيء. غزة اليوم غير صالحة للعيش، ولا تزال بعض الدول تبرر ما تفعله إسرائيل. ومن غير المفهوم لماذا مازال السياسيين، في القرن الحادي والعشرين، يبحثون عن مبررات لتصرفات إسرائيل. ″

ويتفق سعادة السفير عبد الشافي مع نتائج القمة العربية الـ33 في البحرين حيث دعا قادة الدول العربية وإيران إلى ″نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لحين تنفيذ حل الدولتين وعقد مؤتمر دولي للسلام. ″

ويوضح انه لا يوجد تكافؤ في المفاوضات مع إسرائيل. ″نحن نتعامل مع قوة احتلال، وبحكم قوتها العسكرية، فهي تتحكم بالأمور على الأرض. عندما تفاوضت إسرائيل معنا [في الماضي]، خلقوا الانطباع بأن هناك سلام. إلا أنهم استمروا في سياسة مصادرة الأراضي وإقامة مستعمرات يهودية غير قانونية على أراضينا. وبعد 20 عاماً من المفاوضات، استيقظنا ذات يوم وسألنا انفسنا: هل لدينا دولة؟ والاجابة هي لا، إنها محتلة بالفعل″. ولن يحل هذا الصراع إلا مؤتمر سلام تحت رعاية الأمم المتحدة وبدعم من جميع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن.

الصورة: 17 مايو 2024. فلسطينيون يسيرون في شارع مليء بأنقاض المباني المدمرة بسبب الهجمات الإسرائيلية. فلسطينيون يسيرون في الشارع المليء بأنقاض المباني المدمرة بسبب الهجمات الإسرائيلية، حيث ظهر حجم الدمار بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من حي الزيتون في مدينة غزة، غزة في 20 مايو 2024. © IMAGO /  APAimages

الصورة: السفير صلاح عبد الشافي © السفارة الفلسطينية للنمسا وسلوفينيا وكرواتيا

WordPress Cookie Notice by Real Cookie Banner