تشويه سمعة الافراد هي ″الخدمة″ التي تقدمها شركة التحقيقات السويسرية Alp Services SA لعملائها. حيث تقوم شركة Alp Servicesبنشر شائعات ومعلومات مضللة وكاذبة عن الأفراد لتشويه سمعتهم. وقد حدث ذلك لعالم السياسة النمساوي البروفيسور فريد حافظ، ولكنه رفع دعوى قضائية ضد جامعة جورج واشنطن وشركة Alp Services. وفي مقابلة حصرية مع iGlobenews ناقش بروفسيور حافظ دعواه القضائية وسعيه لتحقيق العدالة.
Diana Mautner Markhof
2024/4/26
English version | Chinese version | Spanish version | German version
في مارس 2023، نشرت مجلة ″نيويوركر″ مقالاً بعنوان ″الأسرار غير النظيفة لحملة التشهير″، كاشفا عن حملة تشويه ممنهجة وواسعة النطاق نشرت مزاعم كاذبة عن وجود علاقات بين المقيمين في أوروبا والمتطرفين الإسلاميين بهدف تدمير سمعتهم عمداً. وناقش المقال قضية رجل الأعمال الأمريكي الإيطالي حازم ندا مؤسس شركة لورد إنرجي إس إيه. واستهدفت شركة التحقيق السويسريةAlp Services SA شركة Lord Energy لأنها اعتبرت تهديدًا اقتصاديًا من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة وشركة بترول أبوظبي الوطنية المملوكة للدولة.
حددت شركة Alp Services شركة Lord Energy كشركة واجهة لتمويل المنظمات الإرهابية واستأجرت أكاديميين وصحفيين لكتابة مقالات تتهم زوراً شركة Lord Energy بوجود علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين وتمويل الإرهاب.
ووفقا لصحيفة نيويوركر، قامت شركة Alp Services بنشر شائعات ومعلومات كاذبة ومضللة عن عمد عن المسلمين في أوروبا لكسب ملايين الدولارات من الإمارات. حيث تم تجميع قوائم بأسماء الأعضاء المزعومين في جماعة الإخوان المسلمين وكتابة التقارير لتشويه سمعة الأفراد والشركات والمؤسسات، مما تسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه. وتشير الوثائق التي حصل عليها ندh بعد إفلاس شركته في عام 2019 إلى أن شركة Alp Services عرضت خدماتها على الإمارات في عام 2017 مدعية أنها ستستخدم ″تقنيات سرية متقدمة″ من أجل ″تشويه سمعة الأهداف الرئيسية وإحراجها.″
ومن أجل جمع روايات كاذبة، قامت شركة Apl Services بتجنيد علماء مثل لورينزو فيدينو، مدير برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن (GWU). وجدير بالذكر ان فيدينو لا يرأس برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن فحسب، بل كان له أيضًا علاقات أخرى متعددة مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
البروفيسور فريد حافظ هو عالم سياسي نمساوي تعرض أيضا لحملة من التشهير. حيث تم استهداف حافظ واشخاص اخرين في مداهمة للشرطة النمساوية في عام 2020 تُعرف باسم عملية الأقصر. وبسبب التداعيات التي تعرض لها في النمسا، قرر مغادرة النمسا إلى الولايات المتحدة. ولكن عقب تداول الامر في المحاكم، اعتبرت المحاكم النمساوية أن عملية الأقصر غير قانونية. وفي نهاية الامر، أُسقطت تهم الإرهاب التي وجهتها الشرطة لحافظ، ولكن على الرغم من تبرئته، إلا أنه عانى من ضرر دائم لسمعته.
ورفع البروفيسور حافظ الآن دعوى قضائية بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي ضد جامعة جورج واشنطن ولورينزو فيدينو. وهذه هي القضية الثانية من نوعها التي يتم رفعها أمام المحاكم الأمريكية هذا العام، حيث كانت الأولى هي قضية حازم ندا. وقد أجرى البروفيسور حافظ مقابلة حصرية مع iGlobenews وتحدث عن دوافعه لرفع الدعوى وما يأمل في تحقيقه.
فريد حافظ هو أستاذ زائر متميز للدراسات الدولية في كلية ويليامز وباحث أول غير مقيم في مبادرة الجسر بجامعة جورج تاون. وفي عام 2017، كان أستاذًا زائرًا لبرنامج فولبرايت-بوتستيبر للدراسات النمساوية الأمريكية في مركز جامعة كاليفورنيا في بيركلي للعرق والجنس. وآخر مؤلفاته هي تسييس الإسلام في النمسا وتأثير اليمين المتطرف في القرن الحادي والعشرين (مع راينهارد هاينيش، مطبعة جامعة روتجرز).
iGlobenews : هل يمكنك توضيح سبب كونك شخصيًا هدفًا لتلك الحملة من التشهير؟ وكيف أثر ذلك عليك وعلى عملك؟
البروفيسور حافظ: باعتباري عالمًا سياسيًا مدربًا مع التركيز على الشعبوية اليمينية والأقليات المسلمة في الغرب والعنصرية، أصبحت هدفًا لـ Vidino وAlp Services . وقد استخدم فيدينو منصبه في GWU بالإضافة إلى عمله الخفي لدى Alp Services لتصويري على أنني أحد الداعمين للمتطرفين الإسلاميين، بحجة أن الحديث عن ″الإسلاموفوبيا″ كان أداة في أيدي المتطرفين الإسلاميين، ثم أدرجني لاحقًا ضمن فئة ″الجهات الإسلامية الفاعلة والداعمة المعروفة″ وكان لهذا تداعيات خطيرة.
وقد استند المدعى العام النمساوي على معلومات من جهاز الاستخبارات النمساوي ــ وهي مؤسسة مثيرة للجدل إلى حد كبير نظراً لفضائحها العديدة التي أصبحت علنية في السنوات الأخيرة ــ تضمنت الاستناد الى تقرير فيدينو 14 مرة في مذكرة تفتيش اتهمتني بالإرهاب والعداء للدولة. كما عمل فيدينو ثلاث مرات كشاهد خبير في التحقيق المتعلق بالإرهاب ضدي، حيث حاول إنشاء علاقة بيني وبين جماعة الإخوان المسلمين، التي يعتبرها المدعي العام النمساوي منظمة إرهابية.
انتقاداتي المستمرة لسياسات الحكومة الائتلافية الحاكمة آنذاك والتي تضمنت انتقادي لترشيح فيدينو لمركز توثيق الإسلام السياسي، تم إيقافها بإعلاني مشتبهًا بالإرهاب. وبعيدًا عن الصدمة التي أعقبت التوغل الوحشي لقوات الشرطة التي تحمل الاسلحة، تم إغلاق أصولي وحساباتي المصرفية، وتم تدمير سمعتي، ولم يتبق لي سوى خيارات قليلة أخرى غير مغادرة بلدي الأصلي وبدء حياة جديدة في الولايات المتحدة. حيث أقوم حاليًا بالتدريس في كلية ويليامز كأستاذ متميز في الدراسات الدولية دفعة 1955، حيث أقوم بتدريس دورات حول الإسلاموفوبيا.
iGlobenews : ما الذي دفعك إلى رفع هذه الدعوى القضائية بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي ضد جامعة جورج واشنطن وفيدينو وAlp Services؟
البروفيسور حافظ: على الرغم من كون برنامج جامعة جورج واشنطن للتطرف غير هادف للربح ومعفيًا من الضرائب، مما يتطلب إنفاق جميع الأموال في تعزيز مهمتهم الأكاديمية وليس لتحقيق مكاسب مالية أو غرض حزبي، وعلى الرغم من الغرض الذي أنشأ من اجله هذا البرنامج، الا انه قد تم استخدام البرنامج كمنصة لمديره فيدينو للعمل من أجل هدف دولة الإمارات العربية المتحدة المتمثل في إسكات وتشويه سمعة المنافسين والنقاد.
وبينما كنت أشك دائمًا في أن شبكات مشبوهة هي التي تقف وراء حملة القمع ضدي، لم أفترض أبدًا أن شركة تحقيق خاصة مثل Alp Services ستنسق مثل هذا الهجوم الشنيع، باستخدام المؤسسات الأكاديمية المرموقة والعلماء وبيع أكاذيبها إلى بلد شعر بالتعرض للهجوم من قبل جماعات المعارضة الداخلية.
إن القصة الاستقصائية التي نشرتها صحيفة نيويوركر لم تسمح لي ولآخرين بالحصول على فهم أفضل للنوايا والهياكل الحقيقية وراء مئات الأرواح التي دمرت سمعتهم فحسب، بل سمحت لنا أيضا بالسعي لتحقيق العدالة.
لقد رفعت دعوى جماعية فيدرالية بشأن قانون المنظمات الفاسدة والمتأثرة بالابتزاز لعام 1970(″RICO″)، وفي 24 مارس 2024. كشفت الدعوى القضائية التي قمت برفعها عن فيدينو وAlp Services وبرنامج جامعة جورج واشنطن حول التطرف، موضحة كيف دبروا مخططًا للاحتيال على الجمهور والاستيلاء على أموالهم من خلال استغلال أفراد مثلي وتصويري على أنني متطرف من أجل الحصول على تمويل غير معلن من دولة الإمارات العربية المتحدة.
iGlobenews : ان رفع دعوى قضائية ضد جامعة مرموقة ليس بالخطوة السهلة، ما الذي يحفزك؟
الأستاذ حافظ: في النهاية، فانه على المستوى الشخصي، أريد تحقيق العدالة، واستعادة سمعتي بالكامل، وتعويض الضرر المادي والنفسي، وعلى المستوى الهيكلي، آمل أن تظهر هذه الحالة كيف يمكن (إساءة) استخدام تعاون الجامعات مع أطراف ثالثة، وكيف ينبغي للصحفيين الذين يتم تضليلهم أن يصبحوا أكثر حذرا من الأشخاص المشكوك فيهم ومؤسساتهم، حيث ان يجب عليهم ان يبحثوا عن المعلومات بشكل متعمق اكثر حتى لا يتعرض الأبرياء للأذى بسهولة.
الصورة: الأستاذ فريد حافظ © فريد حافظ