منتدى قازان 2024: منافع التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي

Murat Gibadyukov
2024/7/1
English version | Chinese version | French version

انتهي المنتدى الدولي “روسيا – العالم الإسلامي: منتدى قازان 2024” في 19 مايو 2024 في عاصمة تتارستان، قازان، بمشاركة رفيعة المستوى من 87 دولة. وقد برز هذا الحدث كمنصة أساسية لتطوير وتعزيز التعاون بين روسيا الاتحادية والدول الإسلامية.

منذ إنشائه في عام 2009، أصبح منتدى قازان حدثًا دوليًا كبيرًا. ولقد قامت جمهورية تتارستان بتدشينه بدعم من الحكومة الروسية لتعزيز العلاقات الثنائية والتجارية والثقافية بين روسيا والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وفي كل عام، يستقطب الاجتماع أعدادًا متزايدة من المشاركين، ويكون بمثابة منصة رئيسية لتوسيع التعاون وإطلاق المبادرات المشتركة.

استقطب المنتدى ممثلين من 87 دولة و87 منطقة في روسيا، مع أكثر من 20 ألف مشارك مسجل. وتضمن المنتدى 151 جلسة، غطتها 870 وسيلة إعلامية روسية ودولية. وتم توقيع 120 اتفاقية بين ممثلي الحكومة ورجال الأعمال، مما يدل على مكانة المنتدى كمنصة للتعاون المثمر.

وتم تقسيم برنامج أعمال المنتدى إلى أقسام حول القضايا المهمة، بما في ذلك التعاون الدولي، والتمويل والاستثمار، والثقافة، والأعمال التجارية، والاقتصاد، والعلوم والتكنولوجيا. كما تضمن البرنامج مناقشات وجلسات حول العلاقات بين روسيا والدول الإسلامية في الصناعات الدوائية والطبية. وقد كان التركيز في عام 2024 على المشاريع الناشئة التي تقدم أفكارًا مبتكرة للجمهور. وهذه المبادرات مفيدة ليس فقط لإضافة قيمة إلى الاقتصاد ولكن أيضًا لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين البلدان.

وقد استضاف منتدى قازان 2024 تسعة اجتماعات بين الممثلين الروس والأجانب في مجموعة متنوعة من الأشكال، بما في ذلك الموائد المستديرة والحوارات الصناعية. وشددت الاجتماعات بين روسيا وأذربيجان وأفغانستان وإيران وقطر وقرغيزستان وماليزيا على أهمية التعاون مع الدول الإسلامية بالنسبة للاتحاد الروسي.

وأشار عبدالله الصالح وكيل وزارة التجارة الخارجية والصناعة في وزارة الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن الإمارات وروسيا الاتحادية تتعاونان في العديد من المجالات. وجدير بالذكر إن عدد المشاريع المشتركة بين روسيا والإمارات العربية المتحدة كبير ومتنوع، بدءاً من الثقافة إلى الأدوية. كما تتزايد أهمية السياحة كعامل اقتصادي، حيث استقبلت الإمارات 1.5 مليون سائح روسي في عام 2023. وقد تم التأكيد ايضا على أهمية التعاون الاقتصادي بين روسيا وإيران.

علاوة على ذلك، تضمن المنتدى مناقشات حول كيفية دمج روسيا للتمويل الإسلامي في نظامها الاقتصادي. ومن شأن الاتفاق المبرم بين البنك المركزي الروسي والمؤسسات المالية من دول منظمة التعاون الإسلامي أن يلعب دورا هاما في تنويع القطاع المالي وجذب الاستثمار الإسلامي. ومن النتائج البارزة الأخرى توقيع عقد بين شركات الطاقة الروسية والسعودية للتنقيب المشترك عن حقول النفط والغاز، مما سلط الضوء على أهمية قطاع الطاقة في العلاقات الثنائية بين هذه الدول.

وقد أقيم المعرض العقاري لسوق العقارات الدولي لأول مرة كجزء من منتدى قازان. وضم المعرض أكبر الشركات والمطورين والمهندسين المعماريين من روسيا والإمارات العربية المتحدة وتركيا وإندونيسيا.

تشمل مجالات التعاون المتنوعة بين روسيا والدول الإسلامية ممر النقل “بين الشمال والجنوب”، والخدمات المصرفية الإسلامية، وصناعة المنتجات الحلال. وسلط “معرض الحلال الروسي” الضوء على إمكانات قطاع الحلال في الاقتصاد، في حين أقيم معرض سوق الحلال في قازان في مجمع قازان الصناعي الزراعي وضم 489 شركة من تسع دول.

ومع توقيع العديد من الاتفاقيات ومجموعة واسعة من الجلسات والمناقشات، عزز المنتدى مكانته كمنصة محورية لتعزيز النمو الاقتصادي والتعاون. وتشير التجارة والاستثمارات المتزايدة والدمج الناجح للتمويل الإسلامي في النظام الاقتصادي الروسي إلى مستقبل واعد لهذه الشراكات.

أظهر المنتدى الاقتصادي الدولي الخامس عشر “روسيا – العالم الإسلامي: منتدى قازان 2024” الخطوات الهامة التي تم تحقيقها في التعاون بين روسيا والدول الإسلامية.