لقد كانت النساء دائمًا قوة رئيسية في إيران. وخلال عهد الشاه، كان عندما يتم ارتداء غطاء الرأس يعتبر ذلك علامة واضحة على انتقاد النظام الموجه نحو الغرب. وبعد ثورة 1979، أصبح الحجاب أداة لضبط النفس والقمع. في الآونة الأخيرة، أصبح نضال النساء الإيرانيات من أجل الحرية مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بمعارضتهن لقواعد اللباس الصارمة التي يفرضها الملالي. حيث فقدت العديد من النساء الشجاعات حياتهن في النضال من أجل المساواة. وأبرز هؤلاء النساء هن ماسا أميني وأرميتا جيرافاند.
Mitra Shahmoradi, 2023/12/9
Spanish version | English version
كانت النساء في بلاد فارس القديمة، قبل الفتح الإسلامي، يعملن على قدم المساواة مع الرجال في جميع المناصب، كرئيسة للوزراء، وقائدة للجيش، ووزيرة، وعملت كجند من الجنود ايضا وما إلى ذلك. وفي عام 631 قبل الميلاد، أصبحت أزارميدخت واحدة من أوائل النساء في التاريخ اللاتي شغلن منصب ملكة بلاد فارس بعد أختها بوران. وفي كتاب من القرن العاشر، ولكنه مفقود الآن، بعنوان كتاب صور ملوك بني ساسان ″الكتاب المصور الساساني″، قام المؤرخ حمزة الأصفهاني يتصوير الملكة على أنها ″جالسة وترتدي ثوبًا أحمر مطرزًا وسروالًا مرصعًا باللون الأزرق السماوي، وتمسك بفأس معركة في يدها اليمنى، ومتكئة على سيف ممسوك في يدها اليسرى″. ولقد قامت ببناء قلعة في أسد أباد وأعطيت لقب ″العادلة″. ولكنها قُتلت على يد ابن الأمير فروخ هرمزد الذي رفضت عرضه للزواج فانتقم منها.
وعقب ظهور الدين الإسلامي المهيمن في إيران (670 م)، تغيرت القواعد الاجتماعية بالكامل وفقدت المرأة العديد من الحقوق. ومع ذلك، بقي الماضي في الذاكرة الجماعية للمجتمع الفارسي.
Protest, was successful and the monopoly on the sale and export of tobacco was abolished.
خلال عهد أسرة الغجر (1794-1925)، أدى التأثير القوي للدول الأجنبية مثل روسيا وبريطانيا العظمى إلى العديد من المشاكل مثل الفقر وفقدان الكثير من الاراضي. وفي تلك المرحلة، ناضل المقاتلون من أجل الحرية، وتضمنت صفوفهم ضد هذا الظلم العديد من النساء. وفي عام 1891، وشاركت النساء – حتى نساء البلاط الإمبراطوري – في الكفاح ضد احتكار التبغ لبريطانيا. حيث نجح النضال الشعبي، المعروف الآن باسم احتجاج التبغ الفارسي، وتم إلغاء احتكار بيع وتصدير التبغ.
وفي عام 1905، لعبت النساء، اللاتي كن محجبات، دورًا رئيسيًا في الثورة الدستورية الفارسية من أجل المزيد من الديمقراطية. وقد شاركوا في المظاهرات، وأصيبوا وقُتلوا. وتعد هذه الحركة ″الأولى من نوعها في العالم الإسلامي، حيث كانت قبل ثورة تركيا الفتاة عام 1908″ (الموسوعة الإيرانية، المجلد السادس، الباب 2). وبعد انتصار هذه الحركة التقدمية وتأسيس الجمعية التأسيسية الإسلامية عام 1906، تم نسيان دور المرأة مرة أخرى، وللأسف لم تحصل على حق التصويت. ” (Encyclopaedia Iranica, Vol. VI, Fasc. 2)
وبعد تلك الحركة والنضال من أجل الديمقراطية، خرجت المرأة الإيرانية بشعور جديد بالاستحقاق والهدف. وأصبحت النساء ناشطات بنفسهن وشكلن مجموعات نسائية. وأسسوا جمعيات تعليمية وجماعات سياسية وصحفاً مطبوعة. وعلى الرغم من المقاومة الهائلة من رجال الدين وقطاعات من السكان، فقد تأسست أولى مدارس البنات في بداية القرن العشرين أيضًا بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها النساء. وبالإضافة إلى ذلك، واصلت النساء النضال من أجل حق التصويت. وقد فازوا في تلك المعركة عام 1962.
كان رضا شاه، مؤسس سلالة بهلوي (1926-1941)، يهدف إلى تحديث إيران وأدخل بالفعل قوانين جديدة في مختلف المجالات. وفي عام 1936، قام بتحرير قواعد اللباس العام للنساء والرجال. وقد كانت النساء مجبرات على ارتداء الحجاب الذي يغطي كامل الجسم قبل ذلك القانون، ولكن عقب ذلك أصدر رضا شاه قانون ألغي به شرط الحجاب في عام 1936.
الحجاب قبل وبعد ثورة 1979
قبل الثورة، بدأت بعض الطالبات الجامعيات والفنانات في ارتداء الحجاب والتخلي عن الملابس الضيقة. وانتشرت هذه الظاهرة تدريجيا بين السكان. وكان يعد نظام الملابس الجديد هذا احتجاجًا على حكم الشاه. وأصبح بعد ذلك الحجاب رمزا للمساواة للمرأة، بغض النظر عن مكانتها الاجتماعية. وكان أيضًا بمثابة احتجاج مفاده أن النساء لا يرغبن في أن يُنظر إليهن أو ان يتم معاملتهن كسلع. ولقد كانت الطالبات اللاتي يرتدين الحجاب جزءًا من حركة عامة ضد النفوذ الغربي ورمزًا لتقرير المصير، وكان حينئذ ذلك امرا مبشرا بوعي النساء للهوية الثقافية.
وخلال فترة ما قبل الثورة، كان ارتداء بعض الشابات للحجاب طوعًا بمثابة احتجاج ضد المشاكل السياسية والاجتماعية المختلفة، مثل التمييز الجنسي والقمع. وقد كان كان رمزًا للحركة النسائية والهوية الجديدة. ولكن بعد الثورة في أوائل الثمانينيات، أصبح ارتداء الحجاب قانونًا في جمهورية إيران الإسلامية، وحينئذ صدم ذلك الكثيرون. واليوم، أصبح الحجاب الإلزامي سمة واضحة لهوية النظام. ولم يعد بإمكان النساء أن يقررن بأنفسهن ارتداء الحجاب – حيث يتم فرض غطاء الرأس بصرامة من قبل شرطة الأخلاق في إيران.
احتجاجات 2022-2023
كانت الاحتجاجات في إيران منذ عام 2022 تعبيراً عن نفاد صبر الناس. وذلك لان العديد من مطالبهم ليست جديدة. وفي الواقع، تتماثل العديد من المطالب مع تلك التي طالبت بها الثورة الإيرانية عام 1979، والتي كانت ضد نظام الشاه الموالي للغرب.
إن النساء الشجاعات اللاتي أخذن على عاتقهن المهمة الرائدة للنضال من أجل الحرية والمساواة في هذه المظاهرات، يخاطرن بحياتهن من اجل تحقيق ذلك. ولقد أظهرت تلك الاحتجاجات للعالم أن المرأة الإيرانية نشطة ومتعلمة، وقد ناضلت في القرن الماضي مرارًا وتكرارًا من أجل حقوقها وضد القمع السياسي والديني.
ووفقا للموقع الإلكتروني(https://women.ncr-iran.org/2022/11/25/the-list-of-women-and-girls-killed/) الخاص بلجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية فان 93 امرأة وفتاة قتلواْ خلال انتفاضات 2022-2023. وأبرز هؤلاء الشهداء، مسا أميني، الشابة الكردية التي توفيت في أحد مستشفيات طهران في 16 سبتمبر 2022 بعد تعرضها للضرب أثناء احتجازها لدى شرطة الآداب.
إن الوفاة المأساوية لأرميتا جيرافاند بعد أن تعرضت لهجوم من قبل دورية محجبة في محطة مترو طهران في 1 أكتوبر 2023، والذي أدى في النهاية إلى وفاتها، تشهد على الحقيقة المحزنة المتمثلة في أن النضال من أجل حقوق المرأة في إيران لم ينته بعد.
من الملكة أزارميدخت إلى ماسا أميني وأرميتا جيرافاند – لم يتغير شيء حقًا.